دراسة المانية …… المدرسون ذوي الخلفيات المهاجرة أنجح في تلقين اللغات

ان ال برس :  أظهرت دراسة ألمانية أن المدرسين من أصول مهاجرة لهم تأثير إيجابي على اكتساب المهارات اللغوية لطلابهم. ويعتبر تعلم الألمانية حجر الزاوية لسياسة اندماج اللاجئين والمهاجرين، لأنها شرط لدخول سوق العمل والاندماج في المجتمع.

المدرسون ذوي الخلفيات المهاجرة أنجح في تلقين اللغات

يبدو أن المدرسين من خلفيات مهاجرة مزدوجي اللغة أفضل في تدريس اللغات من زملائهم الآخرين. وتم رصد تطور مهارات القراءة لدى طلابهم بشكل أفضل. كان هذا ضمن النتائج الرئيسية لدراسة أجراها باحثون بإشراق الدكتورة ليزا صوفي هوكل من Essen RWI، في معهد لايبنيز للبحوث الاقتصادية. فباعتبار تجاربهم وخبرتهم الخاصة في تعلم اللغة / اللغات، أظهرت الدراسة أن التحدث بلغتين يجعل الأستاذ مهيئ بشكل استثنائي لتعليم اللغات وتدريسها.

منابر إعلامية ألمانية اهتمت بشكل ملفت بهذه الدراسة، فقد أكدت إلونا توميك في موقع “بيزنس إنسايدر” (14 أغسطس / آب 2020) أن عدد أطفال المدارس في ألمانيا دون سن 15 عامًا من أصول مهاجرة يقارب 33% من مجموع التلاميذ في البلاد. ليزا صوفي هوكل صاحبة الدراسة أوضحت أن المدرسين من أصول مهاجرة لهم تأثير إيجابي على أداء القراءة لدى الطلاب. ومع ذلك، فمن الواضح حتى الآن أن تمثيلهم ناقص في المدارس الألمانية، إذ لا تتجاوز نسبتهم ثمانية بالمائة من أعضاء هيئة التدريس. وأوضحت أنه “من الضروري إجراء مزيد من البحث من أجل التمكن من استخدام معرفة وخبرة المعلمين مزدوجي اللغة بشكل أفضل من أجل تطوير أساليب تدريس اللغة التي تعمل على تحسين فهم اللغة لدى الطلاب من أصل محلي وأجنبي”.

اكتساب اللغة شرط الاندماج في المجتمع الألماني

يحتل موضوع إدماج المهاجرين أهمية خاصة في الأجندة السياسية للحكومة وعدد من الأحزاب الألمانية. وتعكس الطلبات على دورات اللغة الألمانية سواء في المدارس أو الجامعات الشعبية، الوعي بأهمية اكتساب المهارات اللغوية كشرط للاندماج الناجح. ويعتبر الخبراء تعلم اللغة بين المهاجرين واللاجئين واحدا من أكبر التحديات الاجتماعية والسياسية التي سترافق ألمانيا خلال السنوات المقبلة. ولا يزال الافتقار للمهارات اللغوية عائقا أساسيا في المدرسة وسوق العمل . ولا يزال عدد الذين يتركون المدرسة دون شهادة أعلى بمرتين بين الأطفال من أصول مهاجرة، مقارنة بالأطفال الآخرين. وهذا له تأثير أيضا على فرص الاندماج في سوق العمل.

العجز عن اكتساب المهارات اللغوية يؤدي إلى تشكيل ما يسمى بـ”المجتمعات الموازية”، ما يهدد بدوره التماسك الاجتماعي. اللغة ترتبط بشكل وثيق بأبعاد الاندماج الأخرى، بل وتعتبر مقياس الاندماج الأول. وفي الموقع الرسمي للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين يمكن قراءة ما يلي “إذا كنت ترغب في العيش في ألمانيا، يجب أن تتعلم اللغة الألمانية (..). هذا مهم في الوقت الذي ستبحث فيه عن عمل أو عليك ملء استمارات وطلبات، أو حين تسعى لدعم أطفالك في المدرسة أو ترغب في التعرف على أشخاص جدد. وفوق ذلك يتعين عليك معرفة بعض الأشياء الأساسية عن تاريخ ألمانيا وثقافتها وقانونها”.

Photo by Leonardo Toshiro Okubo

%d bloggers like this: