أن ال برس : أعوام عشرة مضت على تفجر الأزمة السورية في عام 2011 ،تخللتها مبادرات دبلوماسية ومؤتمرات واجتماعات عدة، باءت جميعها بالفشل، ولم تنجح في إنهاء معاناة اللاجئين السوريين، بل ربما زادت هذه المعاناة. ً وعلى الرغم من كل ذلك، لا زال الأمل موجودا، ما دام هناك سوريون ناجحون في الخارج، يشاركون بقوة في المجتمع
مخطئ من يظن أن اللاجئين السوريين في الخارج يعيشون حياة مثاليّة بغير منغصات ، وأنهم لا يواجهون ُ متاعب وصعوبات كبيرة.
فبعد أن تركوا وطنهم وأهلهم وبيوتهم وكل ما يملكون هربا من القتل والدمار-مكرَهين- ، وبحثا عن الأمن والأمان، والحياة الكريمة، وجدوا أنفسهم في عالم جديد ,عليهم أن يتعلموا أبجديتهُ مجدداً .
من بين هؤلاء الذين رفضوا الاستسلام لصعوبات الحياة الجديدة السيدة السورية آلاء صاري .
السيدة آلاء مواليد اللاذقية 1990 , خريجة اقتصاد عام 2012 , موظفة سابقة في مرفأ اللاذقية كمحاسبة , زوجة وأم لطفلة 3 سنوات
وصلت هولندا عام 2017 عن طريق لم شمل العائلة من قبل زوجها السيد عبد الله , لتستقر في مدينة دوردريخت وسط المملكة الهولندية, أنهت هي وزوجها تعلم اللغة الهولندية لمستوى متقدم بزمن قياسي .
قام الزوجان بعدة محاولات في البداية لإفتتاح مطعمهم الخاص ولكن لم يستطيعوا الحصول على التراخيص المطلوبة ,
بعد ذلك قررا افتتاح مشروع اخر وهو ( شاحنة طعام ) تتواجد في الأسواق الشعبية وقاما بشراء سيارة ولكن محاولتهم هذه أيضاً باءت بالفشل بسبب المعاملات البيروقراطية المطلوبة .
ليتجه بعد ذلك الزوج عبد الله للبحث عن وظيفة ثابتة وينجح بإيجاد وظيفة في كبرى شركات الشحن البحري في هولندا .
أما عن الاء فكان باستطاعتها البقاء في المنزل والاعتماد على دخل زوجها , ولكن طموحها دفعها إلى افتتاح محل ضيافة سورية الأول من نوعه في هولندا , تقدم فيه صورة جميلة من التراث الشرقي وبعض الحلويات العربية مما لاقى استحسانا لدى الهولنديين .
وفي الختام فأن النجاح لا يتحقق إلا بالإصرار، وعدم التوقف عن محاولة التقدم والتطور، وعدم الاستسلام للفشل أو اليأس والإحباط، وليس عيباً أن تسقط، ولكن العيب أن تركن إلى السقوط. أما الإصرار فيمكن تلخيصه في مواصلة الجهد والعمل الدائم لتحقيق هدف ما، دون الاستسلام حتى يتحقق النجاح.